يستيقظ حيوان داخل معدتي

‏اتوحّش، أرفض كلّ ما أراه، ابني قلاعًا من الرّمل وأهدمها بنظرةٍ / ‏اتوحّش مثله، وأركضُ بين قلبي وماضيّ، / ‏أهدم المسافة بيني وبين الألَم. / يستيقظ حيوانٌ فزعٌ في قلبي، يتحرّك مثل بندول، يذوب قليلًا قليلًا / فأزيحهُ، أزيحُ البقعة عن قلبي. / وأمشي… / أُريد أن أقتل الحيوان الذي يدور / يائسة، أراقبه بعينينِ جافّتين

أسئلة تُدحرِج الوقت مثل برميل فارغ

الوقت؟ بلا وزن أو امتداد، إنّما الامتداد للحَنين وأغنية، وضحكةٌ مُنضَفِرة في المقطع الأخير من أغنية ثانية، وخُصلةٌ تتدلّى بين غيمةٍ تشتعل وبيني. أنا؟ قِبلتي الداخل حيث الذّكرى مُشِعّة والأيّام تتهاوى مُنشَطِرة عن أيّام مخفيّة، متفجّرة إلى ساعات، لكل ساعة بابان، وللباب أعتاب عليها وقوفٌ وتراتيلُ أزليّة.

خيط أحمر

تُلقي بالمخدة جانبًا ليستقيم جسدها الذي أصبحت آلامه أكثر ضراوة. تتساءل مستاءة: متى سيبدأ مفعول المُسكن. تحاول استدعاء كل أمراض العالم ومدى شدّتها، تتذكر ابنة خالتها وكيف أنها في كل موعد دورة جديد تسقط أرضًا ويُذهب بها إلى المستوصف المجاور لتعطى إبرة مهدئة، تتذكر خالتها وهي تقول مختالة: لكنها عندما تزوجت خفت آلامها. 

هوامش للّعب (٧): ملاحظات في الليل

١ المرء في حاجة دائمة إلى عزلة مكتشفة حديثًا. يجب أن تكون هذه العزلة قادرة على أن تبتلع – في لا صخب  – كل عزلة قديمة كانت هنا كما يبتلع مطر الشتاء كل أمطار الشتاءات التي سبقته. لا تعني هذه القدرة أن حدوث هذا شئ محتم. لا تقبل هذه العزلة، …

هوامش للّعب (٦): فضاءات محمومة ومُلطّخة

١ ليست الورديات الليلية لنوبات الفزع ولا الألم المرقّع الذي أخفي عنّا أحذية المشي في المغيب، ليست قهقهات القلق حيثُ اشترطت أيّ ولادة جديدة نفيًا دراماتيكيًا لكل الولادات السابقة وليست الساعات التي كنّا فيها نفشل في تهجّي وجوهنا من السُكر، حينها كانت كل نافذة بابًا مفتوحًا إلى المطبخ وكانت كل …

نصّان

في ذلك الوقت كنتُ مقتنعة أن الله يوزع علينا البكاء كل واحد حسب ما يستدعي أمره. ولأنّ أمي كان لها ألف سبب وسبب لكي تبكي، كان يحق لها أن تبكي لترين في الأسبوع الواحد. وبما أنها لم تستهلك أي منهم، على الأقل منذ أن بدأت عملية البحث قبل قرابة عامين، فأصبح لدى الله 192 لتراً من المياه لم تُذرف منهم دمعة واحدة.

هوامش للّعب (٥): نشاط فردي لا يقبل المساومة

١ تصف فيبى والر-بريدج البيئة المثالية للقراءة فتضع حالة في مقابل أخرى. الأولى نبيذ وكرسى بمسندين ومطر، والثانية في حجرة مع شخص آخر يقرأ أيضًا. أمام ذلك، نتساءل، كيف يمكن أن تضاهي بساطة الحالة الثانية الكشكشات اللامعة والتألق في الحالة الأولى وكيف لنشاط فردي لا يقبل المساومة أن يعزّز بواسطة …

هوامش للّعب (٤): الذهاب إلى السرير وحيدًا بعد الخسارة

١ لأننا سرقنا من تاريخ الأدب شيئين أو أكثر كان علينا أن نقبل حصة ناقصة من حياتنا في المقابل، لقد كنّا نرثي بدموع حقيقية موت المشهد الدرامي العظيم في الأدب، لكننا وفي الوقت نفسه، بعزيمة لا تخيب في تجنب موجة الحرارة المعتادة في الوداعات العظيمة ودهاء خبير يعرف أن ما …

هوامش للّعب (٣): قلقي يشرب اللبن ويرتدي عويناتي ليقرأ كافكا

في أفلام الرعب، كان مالك يفضّل أن يتأخر عدة صفوف عن مكانه المعتاد في السينما معتقدًا بذلك أنه في مأمن من الخضّات والقفزات الغير متوقعة. لا أقول أن الرعب السائل من الشاشة لم يكن يصله، ما أقصده هو أنه فكر في الصفوف المضافة إلى مسافة المشاهدة المعتادة، كماء يقع في محلول ليجعله أقل تركيزًا.

مشموم ترنجيّة

على ذمة صديق فالناس على الطرف الشرقي من سلسلة جبال لبنان يقولون أنه عندما يهطل المطر والشمس مشرقة فإن الديب عم يتجوز، بينما على الجانب الغربي من الجبال عندنا يقولون أن الواوي عم يتجوز. أو العكس. ما علينا، فبينما الواوي والذيب يقومان بأشيائهم، كنّا نحن في الطريق إلى بنزرت، نشق طريقنا بين تلال من القمح والشعير وطواحين الهواء.