في معنى الترفيس

أرفّس لأنّني ظننتُ أنّني نسيتُك، لكن قولي لي كيف ينسى الإنسانُ تاريخه؟ لا أقصد التاريخ التاريخ، لا ليس ١٩٩٤ أو ١٩٩٢، بل تاريخ القلق، تاريخ الهلع، ذاك الذي تعرفه الأراضي التي مسحتها وقوعًا لا قيامة بعده. 

وجع الوحدة 

علقنا آمالا متعبة / على حبال المجزرة / تغيرت ملامحنا / أفواهنا فاغرة تصلي لرب الكون / ماء / ماء كثير من السماء على عتبات بيوتنا (أقصد ما تبقى منها في مخيلاتنا) / جلسنا ننادي الأصدقاء …

يبتسم لوحده

١ راوند ميدنايت. التوقيت على اسم مقطوعة موسيقية لمايلز دايڤز. الفن هو أوراق الزمن الرسمية. في المطبخ. يجلس يحيى، في آخر أيام العقد الثالث من عمره، بوجه عرف الوسامة قبلاً، على الغسالة الأوتوماتيك، إذ يضع بالكاد جانب من مؤخرته على جانب من جسم الغسالة. حافة على حافة. على الجانب المقابل، …

مشهد مائن

اصطفى الجبار كلبًا لقّنه اليقين بات يحرس مداخل الفزع كل ليلة يعوي على الشبح المُقيم في النهار تتسربل على أهدابه الرؤى عالم بعيد يتلاشى، يوشِك    أن عالم قريب يتماهى، يوزِع    أن في الحفنة المجبولة على البطْح رائحة الرأي يُنادي الكلب عشيرته يُسلّط أسنان المشط على السلف الأول يرى في اللحم …

عمَّ نتحدث حين نتحدث عن الحضارة يا ولاد الوسخة

١ في البدء، كانت الرائحة. الرائحة النتنة. وفي قصة صيف الآنسة فوربس السعيد، المنشورة لاحقا في مجموعة حجيج غرباء، يشير غارسيا ماركيز إلى هذه الرائحة. تدور القصة حول ولدين لكاتب كاريبي، متلهف تماما للتهرب من أصوله ولديه التزامات أخرى، فيستقدم مربية ألمانية بدرجة صف ضابط من دورتموند، لتحيل إجازتهم الصيفية …

شايفك

البار في آخِر الحربوالحرب في الأثيرأطفالٌ ميتون كثيرون جدًايتسابقون في الممراتبين أقدامهم الصغيرةخيط خارج من بطنييتقدّم كحيّة. الحرب في الأثيروثيابُك على الشاطئكم عاصفة رعدية حتى ندركأننا مِلح الأرضالسماء تمطر بيوتًاونحن البيوتمياه أعضائنا نوافذ. ثيابك على الشاطئوالبحر عين واسعةسفن تنوح حول الحدقةحيث الأثير يُزبِدليونارد يعدّد ضروب الفناءتصطك كأسي بكأسكالعري فرقعات. البحر …

جموع

فصل من الرواية الجديدة السماء بلون زهري كالدخان وتبعث على الكآبة. لم يفهم حسن ما يحدث حوله فواصل السير تائهاً عبر طرقات ترابية، حين رأى هيئات بشرية تقترب صاخبة. صبيان بأسمال بالية، يزعقون ويرجمون ثلاثة أسرى، يكادون يسقطون على وجوههم من التعب، كانوا مقيدين من أعناقهم بحبل واحد، يُشكلون صفاً …

مواء قطة

  لم تكن ميتتها الأولى. ثملت في تلك الليلة كما لم تثمل من قبل. سكرت حتى غاب عنها الوجد، وغرقت في ظلمة حائرة، وهاجت الأفكار من رأسها الثقيل، وارتعشت أهدابها وطافت بها الذكريات. تلمست وجهه في انعكاس ضوء الشمعة عليه، لاح لها كما يلوح طائر في الأفق، يفرد جناحيه، ويذهب …

صفراء ومجهدة

جلست على مقهى في انتظار شيء ما. كانت السماعات الكبيرة المختفية عن الصورة تنقل صوت فريد الأطرش الذي تلعب أغنياته على موبايل القهوجي. شعرت بالغرابة. وكانت رائحة الطعمية المقلية الغرقانة في الزيت الرديء المحروق تصل من مكان ما لم أستطع تحديد مسافته. لكنها كانت قوية جداً، عنيفة، مزعجة، ومثيرة للغثيان. …

تهطل كالرصاص على الرصيف

-١- انت الآن في باريس -لو صدقت صورة الواتساب- تزورين ابنتك ربما، وانا انتظر جواز سفري المحتجز لدى الامن العام، غالباً لن نلتقي هذا العام ايضاً، انا ذاهب الى عُمْرَتي البيزنطية وانت الى هروبك المستمر قدماً. -٢- في العاشر من آب اكتب لك رسالة تعيش على شمس طاولة الطعام، أُنشَّف …