مشهد مائن

اصطفى الجبار كلبًا
لقّنه اليقين
بات يحرس مداخل الفزع
كل ليلة يعوي على الشبح المُقيم
في النهار تتسربل على أهدابه الرؤى
عالم بعيد يتلاشى، يوشِك    أن
عالم قريب يتماهى، يوزِع    أن
في الحفنة المجبولة على البطْح رائحة الرأي
يُنادي الكلب عشيرته
يُسلّط أسنان المشط على السلف الأول
يرى في اللحم ما لا يرى في الرِّكاب
يدخل القناص الخيمة
يُلقي أعضاءه
يجمعها في الصبح من خزانة الموتى
دم أسود
جلد أزرق
عين بيضاء
أذن صفراء
قدم رمادية
يد بنفسجية
الجبار يحمل كُحوفه ويجلس القرفصاء
يكفّ الكلبَ والعشيرة
يُلقي الكرة في المرمى
يَصيح بالرأي فلا يلوحُ
يَفرد قدميه
تَنهض عيناه
يَستقيم أيره
يُمني على الأخلاف والأسلاف:
هذا إرثي ومِن بعدي مَن بعدي؟!


صورة الشريط © حيدر ديوه چي