المُثلّث

الصاحبان اللذان هاجرا
لمطاردة سرابات مُتجمِّدة
بعد أن تركا في عهدتي سلّة ذكريات
كسرا، في الغربة،
مُثلثا كنت أنا رأسه الباقية في البلاد
الصاحبان اللذان زرت معهما
قبل سنوات
تلك القرى المعلقة في الأعالي 
والمنحدرة مثل عمود فقري لديناصور.
حيث كنا نرافق ثالثنا 
لتفقد زيتونات جده 
وأيضا، ليشذّب أغصان لغته 
ويروي جذورها الأمازيغية
بكلام ساكني القرية
من الشيوخ والعجائز
الذين يسرحون ببقرات هزيلات
ويقفزون فوق الصخور متحدين الجاذبية 
ويقضون وقتهم في كنس الغبار 
من الطوابق العليا للبيوت
التي بناها أولادٌ هاجروا 
ولا يعودون سوى مرة كل سنتين.
في شرفة بيتهم كنا نشرب النبيذ 
ونشوي اللحم 
مُنصِتين لعزلة القرويين.
كنا نرى عن قرب 
الأرض التي يهجرها الإخوة 
بحثا عن غربان المدن الكبيرة 
لتعلمهم أمرا أو اثنين.


صورة الشريط © حيدر ديوه چي