السّفر اللا-أيوبي

١

كلّهم في شغل
فاكهون
المناويك من كلّ صنف
ولون؛
وأنت.. – نعم –
بيدين في جيبيك تنظر صوبهم
وتهزّ، إن حودثت، لهم كتفين واهنتين (أصلا!)
هل فكرت، وأنت تنظر:
أنّ لا أحدا غير جامعة الأباطيل
استمالك
والذي لم يجد فوق نفسه من مزيد؟
ترى فواكه
لبّها طعم الرماد
تأنفها (للجوع مكرمة)
تراهم ليس بالعينين 
بل، بزئير القساور،
بنباح الكلاب
بدم الذئاب الجارف
بعويل النائحات.

٢

ليستْ هذي يدًا
للتلويح
أو للسلام،
لاثنتين (لا تذكرْهما!)
وهذي التي عوّلت أنْ للخطو
أنْ والخطو للرقص
أنْ والرقص ستستريح في الطيران
أضحتْ بنت عمّ للرصاص المذاب!
وقوفا، إذن، خليليّ (قدميّ أعني، لكنها شهوة
 للمثنى وفارغة/ لن أقاومها..) قد أصير البرج؛
من بابليّ الضائعون
غدا؟
قد يأكل الطير من
خبز رأسي؛
من صالبي، وما من
عالمين،
هنا،
بتأويلي؟

٣

حرير مائل والريح
صار، اليوم، كالأخشاب
الساكنات حناجر العشاق، لفرط الشوق
عطشى 
من بَلِّ القلوب بزنجبيل الآه 
(من بَلَّ القلوب بزنجبيل الآه؟!)
حطبًا يصرن أخشاب حرير أمس
وما من حاطب بما يكفي من الشجاعة
للدخول إلى غابة الأبواب؛
كلّها للدخول
وواحد – لا غير –
للخروج
في باطن الأرض
(ليس القبر.. أو، ربما القبر؟)

٤

كلّهم في شغل
فاكهون
أصحاب الحقوق اليوم من كلّ صنف
ولون؛
وأنت..- نعم –
بعينين تلتهبان، من أرق،
ترى كيف يصيد أيوب
بهيموث الإرادة،
رغم المتراهنين،
وحده،
كيف يشويه
ويعطيك قطعتين
لتوغل في التقريع أبعد أو تنام!


صورة الشريط © حيدر ديوه چي