مقطوعة ٨ من ديوان المشمش

أكتب لك وأنا أفهم لماذا عليها أن تكون رسالة 
مساحة إضافية للتخبط 
وفضح الذات 
أو موت 
لكنها اليوم حياة
لا علم لي
أما بعد،
دخنت كل أيام العيد السعيد ومش سعيدة طبعًا
هذا الخراء الإنساني حكم مؤبد علينا
ولا أعرف إن كان أي منا نجح في تفاديه دون أن يفقد حسًا معينًا أو
أحاسيس كثيرة
أنا كنت هؤلاء؟ وماذا أصبحت؟
البرم (الحديث الكثير) لا سؤال فيه
إما أن يكون أو لا يكون
اسكُت ولا أفتح فمي بكلمة
ولكن احس بألم
«ليش إحنا اللي نعزّل؟
ليش ما الأقلية ما تروح تنتحر أو تلاقي حد يقتلها؟»
عندي رغبة في وقوع قنبلة ذرية على جماعة المثقفين
هذه رغبة حقيقية عندي تجاه العالم
لم أعد أرى أي حاجة للنقاش
هو يا العالم شايف
يا ما بده يشوف
غير هذا لا وجود لاحتمالات

عزمني جاري عنده على العشاء
وكان عازم أصدقاء له أنا ما بعرفهم
أول مرة بحس إنه ما عندي رغبة أضيف شي
أو حتى أختلف
أبدًا ما كان في رغبة
اجتاحني شعور بفقدان أمل.. حلو
ممكن يعني انبسطت أن أراهم في الجحيم
كيف أنت على صح وهم على غلط؟
الحقيقة أنه لا شيء
بالمعنى العام
نحن نعوم ونغوص حتى نجد هذا الشيء وسط هذه الخرابة
التي اسمها وطن وشعب والله
هو لو الله والشعب بلا أوطان كان كل شي حقيقي
الاستطراد هو الداعي
عزيزي
أكتب لك لأضبط إيقاع روحي
تروح وترجع وهي في نفس المكان. ثابتة..
ولكن الإيقاع يصمت أو يخف أو يضرب حامي..
حامي أيوا لا تستعمل هذه الكلمة
من مدة لم يفرغ رأسي
وهو فارغ الان
كأني استسلمت
أحسست بفقْأ طبلة
أشعر أني مدينة لشخص ما

ربما أنت
لأني بعيدة عن الشأن العام
أو بالأحرى عن السياسة بمعناها الضيق
لا أدّعي أنها لا تعنيني
ولكن تعنيني بطرق مختلفة
توجد مساحة للتخفيف من جلد الذات أو الانتباه للذات
أعترف أني أجد نفسي أشكك في الفائدة من هذا الشيء
ولكن بذات الوقت أستمتع بهذه المساحة
مازالت قواعد الجبهة وقوانينها العقيمة ناخرة عظامي
«إحنا العمال إحنا إحنا الفلاحين
منخوض النضال إحنا إحنا الكادحين»
لا ندم
وممكن أعمل ذات الخيارات لو أُعطيت الفرصة
بس ممكن أبحث عن حالي أبكر
ابعث لي صورًا
بدي أشوف
مع أني أفضّل السمع على الشوف
واللمس على الذوق
والشم على الجميع
عاريةٌ تمامًا من كل شيء


صورة الشريط © حيدر ديوه چي