هدايا عيد الأم

* أن ترى خالك بالملابس الداخلية،
شىء مربك .
ليس أبوك لتتقبله،
 أو جارك لتنظر في الإتجاه المعاكس.
هناك أمور بيني وبين أمي تشبه هذا الإرتباك.

* الطفلة التي حاولت لفت انتباهي ولمست كعب حذائي
لم تعرف أنني كنت مثلها.
أقلب أراجوزًا للفت نظر أي إمرأة أراها، لتحتضنني،
 تبتسم في وجهي
 أو تخبرني أنني مثل إبنتها وتأخذني معها البيت.

كانت عيناي تلمع مثلك حينما لمست جورب صديقة أمي،
وتعجبت من تكوين أصابع قدمها،
 تشبه تكوين أصابع قدم أمي
لم أفهم لماذا رغم كل هذه التشابهات
 لم تكن أمي
 مثل صديقتها.. أماً

أحتضن الطفلة التي لا أعرف من أين جاءت،
لكني سأخذلها
 ولن آخذها معي البيت.
لتعرف أن الأمومة لا تأتي من أحد غير الذين نُصبوا علينا أمهات
وأننا يمكن أن نكون أمهات.. أنفسنا.

* في آخر كل يوم
 أنظر في المرآة وأفكر في تقطيع وجهي
 لأنكِ فيه.

* كلما لمستني أمي أحس بشيء داخلي يتحرك.
أتصور أني حامل.
 حامل في الغضب.

* أحتفظ بصورها وفيديو لها وهي تغني.
وأكتفي بذلك لرثائها، في أي لحظة
كأني أمهد للفقد، أو أخلقه.

* تم خلقي متأخرة عن ميعادي
مما سبب أن تكوني أمي
وليس العكس.
لو نجحت الخطة
لكان من السهل وقتها التخلي عنك،
 رميك وراء ظهري
 أو مسامحتك.

* هذه العلاقة لا مبرر لها سوى أنها
 تجربة ربانية
لإختبار مصطلحات مثل
الجرح الأمومي
إنعدام القيمة
التعلق
والمشي في مسارات خاطئة.

* ورثت من أمي هشاشة العظام،
الكبت،
ومحاولة أن أكون أي شيء، سوى نفسي.

* كنت أشكك في حدسي كلما رأيتها كل صباح، تتجول في الشقة.
 هل أمي موجودة؟
لا أجد إجابة وأؤجل البكاء على فقدانها،
حتى سألتني خبيرة الطاقة إن كانت أمي ميتة! لأنها لا تظهر على ورق التاروت أمامها.
شكرتها..
 أنتظرت طويلا لأحصل على إشارة
 للبكاء كيتيمة.

* ربما لو أحبتني أمي
واحتوتني كما في أفلام السينما القديمة
لكنت فشلت في حياتي.

* أعتذرت لي ماما عما فعلته طوال عشرين سنة
أخبرتني أنها لم تكن واعية بالنتائج.
طوال حياتي تصورت أن هذا الإعتذار سيغير كل شيء
سيجعلني أجمل وبلا حبوب في وجهي
أو أنني سأكون أنحف لأني آُكل كلما شعرت بالخذلان منها
لكن حدث عكس ذلك،
لم يحدث شيء.
كان العدم يَبُك مني.
 مجرد اعتذار من أم
قبلت اعتذارها بالطبع،
وأكملت طعن نفسي.

* شدت أمي حلمتها من فمي مبكرًا.
 على الأقل نجحت إحدانا في شيء،
لأني أفشل في غلق فمي من لحظتها.

* يحاوطني شعور بالذنب والثقل
كلما كتبت عن أمي
 بداخلي جزء مازال يتعلق بها
ينتظرها،
 ليمحو كل القصائد والنصوص التي تلعنها.


صورة الشريط © حيدر ديوه چي