في الليلة الأولى كنا نصرخ
نضحك ونحن نرقص على الشبابيك
وفي الصباح تقضّين مضجعي
بعاصفة من الشوكولا
كنا نصرخ والأيام تحتنا
كأننا قوارب صيد
شِباكنا ملآنة مهما اضطربت
والشاطئ أمنيات
في الليلة الثانية بقينا نصرخ
كانت ناطحة السحاب تهتز
وظننا أن الطائرة التي تقلنا
ستصبح وردة في المحيط
في الليلة الثالثة بصقنا الثورة
لم تكن ثورة عظيمة لكنها الوحيدة عندنا
بصقناها لما لم نعد نحتمل طعمها
واشتعل الأسفلت كهرباء
كانت الأيام تتحول إلى عجل دائر
صنعنا الجنة في غرفة فندق
واكتملت أعضاؤنا بين مطارين
نصرخ ونبكي المسافات
في الليلة الرابعة ذهب الناس عنا
كانوا كثيرين جدًا لكنهم يتركوننا
وكنا نصرخ من الفزع والفرحة
ثم توقفت الطائرات
في الليلة الخامسة قبّلتك على باب السينما
كان الفيلم شيقًا وسخيفًا
وكنا نصرخ لأن الحياة ليست سينما
وكل واحد في اتجاه
في الليلة السادسة خرجتُ وحدي
لما هالني عدد السنين التي مرت
وباتت الأيام أثقالًا تجرني إلى القاع
الخِذلان وأنا أستطعم الواين المتاح
للمرة الأولى لم نصرخ
وكل واحد مقطوع على شاطئ
كانت الطائرة اصطدمت بناطحة السحاب فعلًا
وانتهى العالم فجأة لكن بلا إصابات
في الليلة السابعة كنتِ تنهنهين كطفلة
وكنت أصرخ بلا صوت لأنني لا أستطيع احتضانك
كنتُ على موعد آخر مع الحياة
لكني ذهبتُ إلى المكان ولم تكن الحياة هناك
صورة الشريط © حيدر ديوه چي