أهبّ كلما انطفأت

لقد هربت من النار 
انسلخ جلدي
وراحت تسّاقط مني القصص والقصائد
والأصوات المدفونة في بردي. 
لسعتني الريح،
فهبَّت هذه القصيدة
ولمن يقرأها الآن
إنها تلسع…

عمري كله ملتف حول خصري
أرقص كي أتخفف منه
يتشبث أكثر
تغبّش عينيّ المشاهد
تثبت على الفراغ

حبل غسيل
امرأة منشورة 
تتدلى أيديها الكثيرة
يمغطها الماء
تلملمها الشمس
والرأس رأس يتمشى بجثة أحدهم

أدلل قططي
أناغشها مطمئنة كأنني ظل أحد ما
لأنهن صامتات..
ما أثقل الردود والكلام
أحسد الكائنات التي لا يُؤول صمتها
أُغرق كل من أعرفهم بابتسامات
ليحسبوني ساذجة
لأمرر حذلقتي
لكي لا أبدو صالحة للأمور الجدية
لكي لا يروني
لا يحسبوني على أحد
ضمن أحد
من أحد.
أفرك جدران روحي بحطام
لم يتحطم بعد
كيلا أتشظى على غفلة

أتساءل من أين لي هذه الرغبة في التخلص
من كل شيء
كل أحد
كل صوت.
وتتراءى لي طفولتي
أهرب من البنات والألعاب
وألوذ بغرفتي
أحيط نفسي بدمى
أتجهز
وأشم رائحة دخاني..

يدايَ مفتوحتان لكل شيء
إلا لصوتي الآخذ في العبور من
ريح لريح
أمرغ تجاربي في تراب جاف 
جلبة غباري
توهم المحترقين

 دربت لساني على الركل
حين فشلت رجلي
فلاح لي صفحات فارغة 
يكنسها الجميع
من على المدافئ البيوت الشجر
و رِقة الصدأ

يا عمري ‘الموخوذ’
كل وجه لك الآن
أقلبه
أرى طفولتي 
يا دخاني القديم
كم تأخرت في معرفة
أن حياتي التي تحترق الآن
وجه ملسوع للطفولة.


صورة الشريط © حيدر ديوه چي