ماجد زاهر، شاعر مصري ولد ونشأ في القاهرة، ثم سافر إلى الولايات المتحدة لاستكمال دراسة الهندسة ليعيش ويعمل في مجال البرمجيات مدة ٢٥ عامًا. صدر له ٧ دواوين بالإنجليزية آخرهم ديوان “توابع جسدي” (٢٠١٦) الذي منه هذه المختارات. شعر ماجد يحتوي على تيمات أساسيّة تشكّل نصّه الشعري بتداخلها وألقاءها الضوء على بعضها مثل: الحُب، الماركسيّة، الحياة الشركاتيّة، الإيمان المسيحي (الأرثوذوكسي تحديدًا)، الحياة كدخيل في المجتمع الأمريكي، التسكع في شوارع وسط البلد بالقاهرة، البحث المستمر عن الإشباع الجنسي، السَعي وراء حميميّة مفقودة وهاربة دائمًا، الشِعر العَذري العربي القديم، قصيدة النثر الفرنسيّة في النصف الأول من القرن العشرين، وأشياء أخرى.
قصائد ماجد تقع ضمن سياق الشعر الأمريكي المعاصر وهي بذلك تعتبر شعرًا أمريكيًا. قصائده قصيرة في العادة تتأرجح بين الغنائية الهامسة والشذريّة الحكميّة أو التأمليّة والنثرية الرمزيّة، وتعتمد شعريتها بالأساس على جماليتي الحذف والإزاحة، في بعض الأحيان تصل حد السورياليّة. مكتوبة بإنجليزية مباشرة تغري بترجمتها بالعامية، لكن كثرة التعبيرات التقنية واشتقاقات الأفعال تجعل اللغة العربية أجدر في عملية نقلها، كما أن له قصيدة صغيرة في هذا الديوان كتبها مباشرة بالعربية وقد أختار الفصحى، ومن هذا الاختيار قمت بترجمة المختارات بالفصحى.
بجانب كونه شاعرًا ومهندسًا، ماجد أيضًا مُترجم للشعر وكاتب نوفيلات.
القصائد..
أقوم بالمِلاحة
عبر صورتك الظلّية
لألخِّص قصةً
بعريٍ
عري رقيق
وضباب
آه يا طير ميت
تعال عِش هنا
سنقوم بتمشيات
بجانب هذا القاموس
على حواف الصدمة
بعض الأيام أكون ممتنًا للأرق
مثل حين تنامين على كتفي
وهذا يَلين موقفي السياسي
ليس هناك حاجة للمخيلة
عالمٌ ينتهي ببطء
أحتسي الشاي بدلاً من القهوة
وأنا ممتن
لشعريّات مشي الشوارع
لرفاهية الأرق
حين تنامين على كتفي
وهذا يَلين موقفي السياسي
بعد صراعات قصيرة مع علم تنظيم الشغل
أعدُّ الفطور
وكسبنا يومًا آخر بسبب حكي القصص
أريد أن أكتب لك هذا الإيميل
القذر عن الرغبة
في رغبتك والعكس صحيح – هذا الإيميل
سيكون لقطة
لجسدينا وسيكون
غير لائق – لن يقدر
على استدعاء بشكل كامل كيف كان
الإفطار في جريسي سبون
بينما نشم بعضنا –
لا انتظري – أخذتِ دشًا –
أنا لم أفعل – أردتكِ على جلدي
لساعات قليلة إضافية – وبعدها
في هذه المدينة الغريبة – كل المدن
غريبة – اكتشفنا أن
ممارسة الحب طويلاً يجلب
السعادة – أنا سعيدٌ اليوم
أقرأ الكتب وأريد أن
أكتب هذا الإيميل القذر
عن لا شيء.
هذا ليس عن الإغواء
إنه عن الخروج الليلة
بينما نُحاط بالرأسمالية
إنها تمطر
وندعوه الحب
هذا التهديد المستمر بالتداعي
كل شيء هنا مضبوط
كأن الله لم يرحل أبدًا
وكأنه يوجد وقت
اجلسي هنا معي
لنناقش قابلية السُحُب للعمل
يمكننا أيضًا قطف التفاح
والتسكع بالسيارة دون تقبيل
هل تعرفين أننا يمكن تحويل هواتفنا إلى كشافات
واستجواب بعضنا
يمكن أن يكون مَرِحًا
أن نُلهَم من العالم
لكن لتحسين الموقف
هناك طريقة واحدة: النيك
الأمر الذي يفاجئ معظم الركاب
في المحطة الفضائيّة
ندخل الحياة مستعدين للأسرار
مثلاً: «الله يتنمّر علينا»
أو «الأمل ممكن»
أو «عضلاتنا ستقرر
مُتعنا الجنسية»
أو «لن نقبض أبدًا على اللا-نهائية
بأن نكون اللانهائية
سنقترب من الحب
وهذا هو عن ذلك»
هل نبدأ دومًا من فيتش ثم – كما في الرياضيات – نشتق الحب؟
التحديق في حبات الرمان لساعة يجلب الشهوة
للواجهة.
التحديق فيكِ يجلب الحزن المُتطلَّب للحب.
أزيح ضفائر شعري لأراكِ كما لو تأتين من بعيد.
تفكرين في شيء لتقوليه وأتخيل جنوني يتحول إلى تمثال.
استنادَا إلى تاريخ الجنون نفترق دون قبلة.
أرشف الشاي وأدخل العالمِ من عين إبرة.
مُنهيًا الشاي، أسكايب مع نسخة مني بمكان بعيد لأتحدث عنكِ.
الله يقدم لنا حزنه
نحن نعيد توزيعه
إمبراطورية
لكمات
بهجة
الخراب
سفينتي دمَّرت سفينتك
الجنون الصغير في كل واحد
سنقوم بإيماءات وحشية معًا
سنفتح أبوابًا بمفاتيح أخرى
ونعضُّ بعضنا مع الجرائد الفرنسيّة والكونياك
ونموت – سيجيئون
وسنعطيهم بقشيشًا
أقلامًا بلاستيكية – سأكتب
الحب على النافذة أو على ركبتك.
في غياب الموت، نتعاطى القهوة
الحِبر يأخذنا على ممرات مفصّلة
كنا لنجد مصادر البقع المختلفة
كنتِ لتمارسي الجنس فقط مع شخص واحد
ثم نجتمع مرة أخرى – في قاعة المدينة – لنناقش موجوداتنا
ونعترف بأننا استخدمنا جوجل في كل شيء
وأنه وفّر علينا الوقت –
مع ذلك لم نجد الأشياء المتناثرة حولنا
أو الشخص الذي عام في أحلامنا
جلسات قليلة بعد ذلك مشينا الشوارع
والتقطنا صورًا لبعضنا نقبِّل غرباء
يتطلب الأمر بعض رسائل محاولة الاتصال ليخبو الحب
سأسحبك إلى قصة حيث نملك حيوانات أليفة
تبدين جميلة وأنت تلوّحين من السيارة
الآن والعالم متأخر
أرجعي إلى صِغَر هذه المدينة
إنه محرج الحصول على وظيفة بدلاً من القصائد
لكن الأجساد المثقوبة للعابرين تهدئني
في الخلف يخطّط أفراد الأمن انتقامهم
آه تبدين جميلة كما لو دُمجتِ بوحشِ
تذوَّقنا الكلمات وبصقناها على بعضنا
وبدوتِ غريبة بدوتِ جميلة مثل مسافرين يخلفون قطارهم
ثم يواجهون العالم دون أبجدية مناسبة
لدينا ما يكفي لطلب الصودا والغذاء
والمشي بموازاة نهرٍ ما
العابرون الطيّعون يفوح منهم الامتياز
خذي أنتِ الرهائن أنا سأتظاهر بأني مسالم.
مثل قديسي الصحراء تركنا رغباتنا خلفنا وأنتجنا برمجيات في مصانع البرمجيات الصامتة تلك.
تحمّلنا المنهجيات المختلفة التي باعها مرشدين أعمال في منتصف العمر بأسماء مثل بوب ومايك (وأحيانًا آلان) لرؤسائنا عن كيفية استخلاص قيمة فائضة أكثر منّا. جادلنا بصدق بعضنا، تحدثوا إلينا عن التمكين والملكيّة، لكن الحقيقة كانت أن هذه الأماكن كانت خراءً وأخذنا هذا الخراء ولطخنا أنفسنا والآخرين.
صورة الشريط © حيدر ديوه چي