تهطل كالرصاص على الرصيف

-١-

انت الآن في باريس
-لو صدقت صورة الواتساب-
تزورين ابنتك ربما،
وانا انتظر جواز سفري المحتجز لدى الامن العام،
غالباً لن نلتقي هذا العام ايضاً،
انا ذاهب الى عُمْرَتي البيزنطية
وانت الى هروبك المستمر قدماً.

-٢-

في العاشر من آب
اكتب لك رسالة
تعيش على شمس طاولة الطعام،
أُنشَّف حبري وأُقدد اوراقي
وقوداً ضد بوادر تعب منتصف العمر،
اكتب عنك قصيدة
ارميها في بيت مهجور،
أو أتركها تشتعل في شمس الظهيرة
أعلى سطح سيارة روسيّة بيضاء
على كورنيش المنارة.

-٣-

بيني وبينك ألف فرسخ وسفينة
ومئات الطائرات التائهة في سماء حيرتك
وقطارات تلوك عشب الصداقة اليابس
وبرزخ يموج فيه زهر المجنونة الليلكي المسفوح،
تفصلنا شهادة في طب الاسنان
وأُخرى في السمع والبصر
وكل حجج الغياب
واسباب الهروب من الحياة،
يحول بيننا
زورق فخم
وكتبي باللغات الثلاث
وكل اشجار الجاكاراندا المقطوعة في شارع الحمراء.

-٤-

كنَّا موتاً سريرياً غير معلن
وكان إدباري موت رحيم.
أَدرتُ ظهري لعمارات احزانك
الهاطلة كالرصاص على الرصيف،
تعبك اسطوري لا يحتمل،
كُنتِ يأساً ينبض ويضحك احياناً،
جهازاً عصبياً يعمل بحده الادنى
وله أجمل بسمة في البلد.


صور © غيث الأمين