ثلاث قصائد للصيف حتى يمر سريعا

1
تنام قدمي وأنا جالس
ويتسرّب الخِدرُ إلى ما فوق ركبتي
مثل مُهرِّبي الزطلة يُطاردهم الجنود
عبر الحدود مع المغرب
أدخِّنُ آخر سيجارة وأفكّر في الحدود المغلقة
وأسمع صديقي يلعنُ في الظلام
مُحاولاً تمييز أطراف الزطلة من فُتات الكوكيز
فأشعرُ بالعطش
مُتذكِرًا جنودًا آخرين
أرسلتهم الكاهنة قبل 14 قرنًا
إلى سفوح الأوراس
ليردموا آبارا
حتى لا يشرب منها جيش المسلمين
ربما كانت تتصوّر أنهم سيموتون عطشًا
هم القادمون من الصحراء
يعود الدم شيئا فشيئا إلى العروق
ويبقى فنكي سارحا في شرق وغرب الخريطة
تُنمِّلُ ساقي حتى أشعر
أنها تنفصل عن جسدي
كما فصلوا رأس الكاهنة
ويقبضُ الفاتحون على المُهرّبين
ويُدخِّنُ جنود الملكة المقتولة ما سقط في الحدود من حشيشة
ويلفُّ صديقي سجائره لاعِنا الظلام وغلاء المعيشة.
23-6-2021

2
تسبح مبتعدا عن الشاطئ
الذي وقفت عليه طويلا
وتقول: سوف أعود
تترك حذاءك وساعتك
ترى وجوه الأصحاب تختفي
أجسادهم تلمع مثل سرابات ذائبة
ثم تأخذك المياه نحو الضفاف الأخرى
تقترب من سواحل لم يعرفها أحد
تقطع شواطئ ضجر لا تنتهي
وسيحبّك أصحاب جُدد
كلّما سبحت مُبتعدا
تقول: سوف أعود
تترك ساعتك..
وجوه تختفي وتلمع
ستعرف صباحات باردة تحت الخيام
ووجع انتهاء الصداقات
وستنسى ضجر البواخر
الواقفة، مثل حال البلاد، في المرفأ
لا تغرق ولكنها لا تتحرّك.
12 – 7 -2020

3
في الشمال يسرقون رمال الشاطئ
في الجنوب يقتلون الفنك ويضخّون المياه الجوفية
في الشرق يُهرّبون البنزين ويُدخِلون البارود
في الغرب يُهرِّبون كل شيء ويُدخلون الزطلة
في الجبال يحرقون الغابات
وفي المُدن الكُبرى يتقاتلون على أماكن لركن السيارات
وتحديد «هوية الشعب»
أعداء الطبيعة وسارقي ثروات أجيال المستقبل.
12 – 7 – 2020


صورة الشريط © حيدر ديوه چي